قصة ندى

كانون الأول 2020

تضيف والدة ندى: “كانت ابنتي خجولة قبل التحاقها بالبرنامج، أما الآن فهي أكثر تقديرًا لذاتها وتحاول مشاركة ما تتعلمه مع أولاد الجيران”.
عندما نستقبل في مراكزنا أطفالًا يعانون مشاكل في النطق، نعدّل بيئة التعلم بما يتلاءم مع احتياجاتهم وكذلك الأنشطة ليتمكنوا من المشاركة بشكل فعّال. أما في حالة التعلم عن بُعد، كان الأطفال يتلقون المواد التي تلبي احتياجاتهم الخاصة ويتواصلون مع المدرّسين عبر الاتصالات المرئية والتسجيلات المصورة. كما تم إنشاء معينات التعلّم من بيئتهم الخاصة ومنازلهم لتحسين عملية التواصل بشكل عام. وأيضًا تتم إحالة كل طفل يعاني من صعوبات في النطق إلى خدمات متخصصة مثل تقويم النطق.
ندى واحدة من الكثيرين من الأطفال الذين انقطعوا عن الدراسة ثم حصلوا على فرصة لتلقي التعليم المناسب من خلال مراكزنا التي تقدم برنامج “العودة إلى طريق الدراسة”. وما إن تنهي ندى المستويات الثلاثة من برنامج تعليم الطفولة المبكرة المرتكز على المجتمع ستصبح قادرة على الالتحاق بالتعليم الرسمي. وللعلم، إن مراكز “العودة إلى طريق الدراسة” شاملة لجميع الأطفال دون استثناء وتلبي احتياجاتهم. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن نظرة مقدمي الرعاية تغيرت تجاه الإعاقة بفضل التوعية التي يقدمها المشروع وأصبحوا يسجلون أولادهم في مركز التعلم.
“أنصح كل أم أو أب لديه طفل يعاني صعوبة أو إعاقة بأن يثقوا بأولادهم وبقدرتهم على التعلّم. إياكم وأن تستخفوا بقدرات طفلكم”.
“العودة إلى طريق الدراسة” مشروع يموّله الاتحاد الأوروبي في لبنان، من خلال الصندوق الإستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية – “مدد”. وتنفذه منظمة AVSI ومنظمة أرض الإنسان إيطاليا ومنظمة أطفال الحرب في لبنان.
أقل ما يقال هو إن الوضع صعب على الأطفال الهاربين من الحرب في سوريا لأنهم الفئة الأشدّ تأثرًا، ويصعب أكثر على الأطفال من ذوي الإعاقات، كما في حالة ندى.
هربت ندى برفقة عائلتها من الحرب في سوريا بينما كان عمرها لا يتجاوز الخمسة أشهر واستقروا في جبل البداوي في شمال لبنان. أصبحت ندى الآن في الرابعة من عمرها ولاحظ والداها أنها تعاني مشكلة في النطق إذ تعجز عن جمع ثلاثة أحرف معًا لتشكيل كلمة ولكنهما لا يملكان القدرة المالية لأخذها إلى الطبيب.
كانت ندى خجولة وغير اجتماعية حتى مع ذويها. خلال التعريف بالتعليم عن بُعد لمرحلة الطفولة المبكرة في إطار المجتمع، اطلع والدا ندى على البرنامج وعرفا أن ابنتهما مؤهلة للمشاركة فيه. كانا مترددين في بداية الأمر ويتساءلان ما إذا كانت ابنتهما ستتأقلم أو ما إذا كان البرنامج سيأخذ حالة ندى في الاعتبار. ولكنهما اقتنعا في النهاية وقررا المحاولة.
قالت والدة ندى: “ظننت في البداية أن ابنتي عاجزة عن التعلّم بسبب إعاقتها، فهكذا نرى الإعاقة في ثقافتنا. إلا أنها تتعلم الآن وتتحسّن بسرعة وأثبتت لعائلتها وللمجتمع أنها قادرة على ذلك!”
وكانت ندى أحيلت في الوقت نفسه إلى خدمات متخصصة للحصول على التدخل الطبي اللازم، وبذلك عندما بدأ البرنامج كانت تتلقى عملًا منفصلًا يتلاءم وحالتها، فأصبحت تتفاعل مع الفيديوهات وتستجيب للمدرّس بطريقتها الخاصة. وفي هذا الإطار، قالت الأم إن ندى تستمر بمشاهدة الدروس وتكرر المهمات وتتمتم الأغاني، كما لاحظت تحسنًا ملموسًا لم يقتصر على مهاراتها الأكاديمية بل تعداه إلى مهاراتها الاجتماعية والعاطفية. إن الوالدين سعيدان جدًا بالنتائج ويأملان في أن يتحسن الوضع في ما يخص وباء كوفيد-19 قريبًا لتتمكن ندى من حضور الجلسات المباشرة أيضًا.