قصة بتول
نيسان 2021
أظهرت بتول في غضون أسابيع قليلة تحسنًا هائلًا ورغبة في الدراسة والتعلم. لقد أحبت مشاهدة الفيديوهات والتفاعل معها، لا سيّما تلك التي تتضمن مواضيع عن الحيوانات.
وتقول يِمن :”تحوّلت من مستمعة عادية إلى بطلة تحاول إيجاد طريقة ابتكارية لتبقى على اتصال بعملية التعلم. لم تستسلم!”.
شعرت يِمن في بداية الأمر بالقلق إزاء كيفية التعامل مع كافة التحديات الجديدة التي طرحها الوباء، مخافة ألا تتمكن من تأدية عملها بشكل صحيح وخذلان طلابها في نهاية المطاف. إلا تمكنت بمثابرتها وعزيمتها من التغلب على المحنة. ووجود طالبة مثل بتول جعلها أكثر إصرارًا على النجاح، إذ تقول يِمن: “لقد حفزتني وسهّلت عليّ عملي!”
مفاتيح الأمور العزائم. حرصت بتول ووالدها والميسّرة القائمة على تعلّمها على ألا يقف شيء في طريق حصولها على تعليم ملائم قد يكون ذخرًا قيّمًا لمستقبلها.
“العودة إلى طريق الدراسة” مشروع يموّله الاتحاد الأوروبي في لبنان، من خلال الصندوق الإستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية – “مدد”. وتنفذه منظمة AVSI ومنظمة أرض الإنسان إيطاليا ومنظمة أطفال الحرب في لبنان.
عندما يحظى الأطفال بالدعم المناسب سيتمكنون بشكل كبير من التأقلم مع الظروف الجديدة مهما بلغت صعوبتها.
وبتول خير مثال على ذلك.
هربت بتول مع والديها وأشقائها في العام 2011 من سوريا واستقروا في أحد المخيمات في شمال لبنان. لم تكن رحلة سهلة، فقد واجهات الأسرة الكثير من المشقات واضطرت إلى التغلب على الصعاب قبل أن تستقر، الأمر الذي أثّر بشكل خاص على بتول، لا سيّما في متابعتها التعليم.
عندما عرف والدا بتول بشأن برنامج “العودة إلى طريق الدراسة”، لم يترددا ولو لثانية عن تسجيل ابنتهما. فهي لطالما حلمت بتلقي التعليم ولذلك حرص والدها على ألا يقف شيء في وجه تحقيقها هذا الحلم. وتجدر الإشارة إلى أنه لم يسبق لها يومًا أن ذهبت إلى المدرسة.
شرعت بتول في رحلتها التعليمية مستعينة بالميسّرة يِمن التي تتابع طلابها بشكل يومي. حرصت يِمن على أن تحصل بتول على جميع المواد في مواعيدها، بما في ذلك الفيديوهات، وعلى أن تفهم المطلوب منها.
كان لوالدها دور أساسي أيضًا. فقد كان يسير مسافات طويلة نظرًا لابتعاد خيمتهم عن المنازل الأخرى ويطلب من سكان الحيّ المجاور الإذن لاستخدام الإنترنت لتحميل الفيديوهات التي ترسلها يِمن ثم يعود إلى المنزل ويدرّس ابنته.