القوة بالتعليم
آب 2021
تمكّن الشقيق وشقيقته في غضون أسابيع من التعرف على جميع الأحرف وقراءتها، كما تحسنت مهاراتهما في اللفظ والكتابة. إنهما يظهران رغبة في التعلم ويعبران غالبًا عن سعادتهما بالمشاركة في البرنامج. وتفيد مدرّستهما بأن كلا الطفلين يحرزان تقدمًا كبيرًا وتزداد حماستهما بشكل واضح. إنهما الآن تلميذان مندفعان يشاركان في الصفوف ويؤديان دروسهما بدون أي تقاعس.
أعربت والدتهما عن فخرها بالتقدم الذي يحرزه طفلاها قائلةً: “عندما يموت الأب، تخشى الأم من أن يشعر أولادها بالضعف وأن يُحرموا من حقوقهم، ولكنني سعيدة جدًا وفخورة برؤية ميسا وربيع قويين ومندفعين ويسعيان بملء إرادتهما إلى متابعة دروسهما”.
“العودة إلى طريق الدراسة” مشروع يموّله الاتحاد الأوروبي في لبنان، من خلال الصندوق الإستئماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للإستجابة للأزمة السورية – “مدد”. وتنفذه منظمة AVSI ومنظمة أرض الإنسان إيطاليا ومنظمة أطفال الحرب في لبنان.
توفي والد ربيع وميسا [إسمان مستعاران] في سوريا عندما كانا طفلين صغيرين. تخوّفت الوالدة بعد خسارتها أحد ركائز العائلة من أن تُحرم ميسا وربيع من فرص كثيرة، منها تلقي التعليم.
كان الشقيق وشقيقته يذهبان إلى مدرسة ابتدائية في سوريا إلا أنه لم يبدوان متحمسين جدًا. وعلى حدّ قول الوالدة، لم يشعر الطفلان بالأمان، لا سيّما ربيع الذي كان يهرب من المدرسة دائماً ليبقى بجوار والدته بعدما خسر والده.
بلغ ربيع الآن الرابعة عشر من عمره ويطمح إلى أن يصبح طاهيّا في المستقبل. أما ميسا، 12 عامًا، فتحلم بأن تصبح مديرة مدرسة. من الجدير بالذكر أن الأسرة انتقلت في العام 2014 إلى لبنان حيث واجه الطفلان، في ظلّ الظروف الصعبة، تحديات كثيرة منعتهما من ارتياد المدرسة لسنوات عديدة.
إلا أن مشروع “العودة إلى طريق الدراسة” يتيح لميسا وربيع منذ نيسان/أبريل 2014 العودة إلى مسار التعليم إذ يحضران الآن دروس تعلّم أساسيات القراءة والكتابة والحساب في عرسال. وعملًا بتعليمات التباعد الاجتماعي، يتلقى الطفلان دروسهما باستخدام هاتف والدتهما المزود بانترنت يؤمّنها المشروع.